مخيمات للنازحين أم معسكرات للنصرة وداعش
د.نسيب حطيط
رحب ممثلو السنة في العراق بسقوط الموصل بأيدي داعش وأعتبروها ثورة لنصرة أهل السنة فكانت النتائج تهجير المسيحيين والأكراد وقتل السنة المعارضين وطلب النساء لجهاد النكاح وتدمير الشواهد التاريخية.
نفت 14 آذار وممثلوها وجود القاعدة وأخواتها في لبنان، ودعمت المعارضة السورية وزودتها بالسلاح من باخرة (لطف الله 2) وغيرها وفتحت الحدود لما يسمى (النازحون المسلحون) لإستخدامهم ضد المقاومة وقاطعت النظام السوري وتمردت على الإتفاقيات الثنائية معها تحت شعار "النأي بالنفس" وعندما دخلت المقاومة لحماية الحدود ثارت ثائرتهم.
سقط الشهداء من الجيش والمدنيين في الضاحية والهرمل وسارعت قوى 14 آذار لتحميل حزب الله المسؤولية وبأن الإنتحاريين ردة فعل ...وتناست أن الزوار اللبنانيين خطفوا قبل التدخل وأن المطرانين والراهبات قد خطفوا ولم يتدخل المسيحيون في سوريا بل أن بعضهم هلل "لتحكم الأخوان" ... فلماذا تهجير وقتل المسيحيين في سوريا وكذلك في الموصل مع أنهم لم يقاتلوا مع النظام أو المقاومة ؟
بالأمس تحولت خيم النازحين في عرسال إلى ثكنات عسكرية لخطف وقتل العسكريين...النازحون الذين يحملون بطاقة مفوضية اللاجئين وسلاح القتل والذبح وهم مطمئنون لأن لهم حاضنة ودرعاً سياسياً
لقد بدأت مشكلة اللاجئين الفلسطينيين "إنسانية" وانتهت مخيماتهم كقواعد عسكرية خارج سلطة الدولة ... ويتكرر المشهد مع مخيمات النازحين السوريين على أساس إنساني وأخوي لكنها تحولت كما صرح قائد الجيش إلى مراكز لإيواء المسلحين وتحول لبنان إلى "اتحاد المخيمات العربية" بحيث تتمتع المخيمات بحصانة دبلوماسية وإجتماعية وأمنية، فالسلاح لا يصادره أحد بل يطالب البعض بنزع سلاح المقاومة ويدفع المواطن اللبناني كل الضرائب وفواتير الكهرباء والمياه وغيرها، فيما لا يدفع النازحون واللاجئون أي شيء ...
إننا نطالب بنزع سلاح النازحين وإخضاع المخيمات لرقابة الدولة اللبنانية وإلا سيصيبنا ما أصاب أهل عرسال الذين استضافوا النازحين والمسلحين فإنقلبوا عليهم لقلة وفائهم وتحول العرساليون إلى نازحين في وطنهم مع الخوف على مصير بلدتهم ،بعدما سيطرت داعش وأخواتها على عرسال برضى الجميع وتشجيع وحماية بعض أهلها ومن التيار السياسي الذي تنتمي إليه نكاية بالنظام في سوريا.
صارت داعش حليف الآذاريين بمواجهة المقاومة (وهم لبنانيون) وتبرر للقتلة التكفيريين قتلهم الجيش ونسأل القوات اللبنانية الداعية لحكم الأخوان والمطالبة بإنسحاب الحزب من سوريا ... ماذا فعلت لحماية مسيحيي القاع ورأس بعلبك.. ماذا لو وصلت داعش إلى زحلة بشري وكسروان.. ولم يستطع الجيش الذي قاتلتموه سابقاً في حرب الإلغاء وتكشفون ظهره الآن أن يحميكم...... فهل تستطيعون الصمود ... أم ستلحقون بمسيحيي الموصل وتهدم كنائسكم كما هدمت كنائس ومساجد الموصل ؟
من يعمل في السياسة يقتله الحقد وعدم الإعتراف بالواقع .. داعش في لبنان وليست في عرسال فقط إنها موجودة على لسان كل من يبرر أفعالها ويحمي المعتقلين منها ويقيم لها مخيمات "اللجوء " المسلحة.
داعش "اللبنانية" ليست سلفية تكفيرية من المسلمين بل من المسيحيين الصامتين على جرائمها ... داعش الإسلامية من كل الطوائف سنة وشيعة ودروز الذين يسكتون على مجازرها ويبرروا أفعالها بمهاجمة المقاومة والجيش نكاية وحقداً.
ولكن السؤال ... ماذا لو سقط الجيش بطعناتكم الخلفية ،فمن سيحميكم أم ستركبون البواخر والطائرات لفرنسا التي فتحت ذراعيها تسهيلاً لنفيكم.....فليستيقظ المكفوفين سياسياً والجاهلين لمصيرهم ... والمتحصنين وراء ألقابهم الهشة ،ستوقظهم داعش التي يمكن أن تخرج من المخيمات المتنوعة الأسماء ومن فتاوى المشايخ الإرهابية ومن تصاريح السياسيين الساذجة والحاقدة ...
استيقظوا قبل فوات الآوان ... داعش داخل أحيائكم وتحت النوافذ فجردوا اسلحتكم ... للنجاة من السبي وجهاد النكاح...